استبرق الزبيدي
التركيز الجغرافي: العراق
استبرق الزبيدي هو مدير منصة شرق العراق وحاصل على درجة البكالوريوس في العلوم التطبيقية في التحليلات المرضية.
التركيز الجغرافي: العراق
استبرق الزبيدي هو مدير منصة شرق العراق وحاصل على درجة البكالوريوس في العلوم التطبيقية في التحليلات المرضية.
هل يمكنك تقديم نفسك بإيجاز؟
أعمل في مجال الصحافة والإعلام الرقمي منذ عام 2018. بدأت كمدونة، ثم مراسلة ومقدمة برامج على منصات التواصل الاجتماعي، والآن أعمل كصحفية مستقلة لعدد من المواقع العراقية والعربية. كما أنني المدير التنفيذي لمنصة شرق العراق.
الدفاع عن حقوقي وحقوق المهمشين إلى جانب المهمشين الذين يشعرون بالإقصاء من قبل المجتمع، وترسيخ ثقافة التنوع وقبول الآخر، ودعم حقوق المرأة ومشاركتها في المجتمع: هذه هي الأهداف التي دفعتني للانخراط في مجال الصحافة، ناهيك عن شغفي الكبير بالمجال والموهبة الأدبية
ما الذي جعلك تقرر الكتابة عن مجتمع الغجر في العراق؟
في عام 2018، قرأت بالصدفة خبراً عن الغجر في ديالى أثار اهتمامي. لم أكن أعلم مسبقاً بوجودهم في ديالى، فبدأت بالبحث عنهم ووجدت بعض المقابلات التلفزيونية ذات المضمون المكرر التي يظهر فيها الغجر وهم يناشدون ويطالبون بتغيير أوضاعهم. لكن لم تتطرق أي مقابلة لقصص هؤلاء الناس ومشاعرهم وكيف يعيشون وماذا يشعرون وماذا يعانون؟
عندها بدأت بالكتابة أكثر عنهم وتسليط الضوء إعلاميًا على مجتمعهم ولكنني تلقيت الكثير من التعليقات السلبية والتحريضية عنهم وقد آلمني ذلك حقًا.
في عام 2021، شعرت بأنني يجب أن أكون معهم، أن أسمع قصصهم منهم، أن أرى كل شيء وأعيشه معهم وليس عبر وسيط، رغم التحذيرات الكبيرة من قبل الناس والجهات الأمنية. قررت الذهاب، وقلت لنفسي: "مهما حدث، سأجرب حظي!".
فوجئت كثيرًا بـ [الغجر]. فهم يعيشون واقعًا سيئًا على هامش الحياة، أطفالهم حفاة وملابسهم خفيفة في البرد، ومناطقهم تغمرها مياه الأمطار، ومنازلهم من الطين، ولا أحد منهم متعلم، ومع ذلك فهم من أكثر الناس طيبة ومسالمة، في غاية الترحاب والبساطة. ومنذ ذلك الحين، واصلت زيارتهم على مدار هذه السنوات، وبعد أن عشت معهم لأكثر من عام، قررت أن أكتب تقريرًا معمقًا عنهم يحكي كل شيء عنهم، خاصة النساء والأطفال.
وقبل ذلك قمت بعمل برنامج التقيت فيه بالنساء وسلطت الضوء على قصصهن، وبدأ المجتمع يغير وجهة نظره من التحريض والكراهية ضدهن إلى التعاطف معهن
كيف ينظر المجتمع العراقي (بشكل عام) إلى الغجر؟
أتحدث من تجربتي الخاصة داخل مجتمع محافظة ديالى، التي تقع في شرق العراق. للأسف، لا يزال هناك رفض لدمج الغجر في المجتمع. يعيش الغجر حاليًا في قرية صغيرة منعزلين ومنفردين ولا يندمجون أبدًا مع بقية المجتمع. العلاقات الاجتماعية والزواج فقط فيما بينهم، ويعاني الأطفال من التنمر وهذا ما تسبب في عزوفهم عن إكمال تعليمهم.
يرفض المجتمع [غير الغجري] توظيفهم. ويرفض الآباء السماح لأطفالهم بالاختلاط بأطفال الغجر ويشيعون عنهم أشياء سيئة لا تنطبق عليهم بالضرورة. وقد اكتسب هذا الرفض من خلال القصص والأساطير والشائعات المنتشرة في المجتمع دون التحقق من صحة ذلك من عدمه.
ما هي أنواع التحديات والعقبات التي يواجهها مجتمع الغجر العراقيين؟
إنهم ببساطة لا يشعرون بأنهم يعيشون حياة طبيعية مساوية لبقية المجتمع. فهم يشعرون بأنهم منبوذون ومعزولون عن المجتمع. وهم يعيشون في وضع اقتصادي سيئ ويمارسون التسول. معظمهم غير متعلمين ومن أكملوا دراستهم وصلوا إلى المستوى المتوسط. ويرتبط حرمانهم من التعليم بالرفض الاجتماعي لوجودهم بين الأطفال الآخرين في نفس المدرسة، ثم الوضع المادي السيئ الذي يعيشونه مما يضطرهم للخروج للعمل في الشوارع.
يجب على الحكومة والمنظمات غير الحكومية تنفيذ برنامج يسعى إلى معالجة الوصمة الاجتماعية وتحسين معيشتهم ودمج الأطفال في التعليم والشباب والشابات في ورش ودورات تعليمية وتعليمهم مهن مختلفة. هذا ما يريدونه، أن يعيشوا حياة طبيعية دون أن يشعروا بأنهم منبوذون من المجتمع ودون أن يعانوا من نقص الخدمات الطبية والحرمان من التعليم والعيش الكريم.
ما هي الاحتياجات والتجارب التي تحدث عنها الغجر الذين تحدثت معهم؟ ما هي اقتراحاتهم لتلبية هذه الاحتياجات؟
عندما يعامل السياسيون والمسؤولون الحكوميون الغجر كباقي أفراد المجتمع ويسعون إلى تحسين حياتهم ويحثون المجتمع على تقبلهم، سيبدأ التغيير. ولكن ما يحدث في الواقع اليوم هو أن السياسيين يزورونهم أثناء الانتخابات فقط من أجل الحصول على أصواتهم، وفي الانتخابات الأخيرة حتى هذه الزيارات أصبحت نادرة لأن السياسيين يخشون من انتقاد المجتمع لهم. فهم يخشون أن يتم وصمهم [بالسلبية] بسبب كثرة ارتباطهم بالغجر - أن يتم التعامل معهم بشك.
من وجهة نظرك، ما الذي يجب أن يتغير في العراق حتى يتم تقدير الغجر كمواطنين متساوين؟
إن سن القوانين التي تحمي الجميع وتمنح المساواة أمر مهم للغاية، لكنه ليس كافياً؛ فالمجتمع بحاجة إلى زيادة الوعي للحد من إقصاء وعزل الفئات المهمشة والضعيفة.
انقر هنا لقراءة أحد مقالات استبرق عن غجر العراق